السيناريو الكامل وراء اغتيال الرجل الثاني في البوليساريو وثلاث أخطاء للمخابرات في العملية

من طرف kamali الأربعاء يوليو 21, 2010 2:13 am

(الجزائر تايمز)

تعددت الروايات، والتفسيرات، واختلفت القراءات حول عملية "اغتيال" المحفوظ علي بيبا الرجل الثاني في البوليساريو والمفاوض الأول مع المغرب حول نزاع الصحراء. حيث تم تناول هذه العملية من زوايا متعدد جلها جانب الحقيقة فيما اجمع المتتبعون من داخل المخيمات وخارجا على أن المحفوظ تعرض للتصفية الجسدية، واعتمدوا في ذالك على ثلاث مؤشرات هي عبارة عن أخطاء ارتكبتها المخابرات الجزائرية في عملية "اغتيال" المحفوظ علي بيبا قد أثبتت تورطها في عملية "الاغتيال" .

المؤشر اليقين هو أن الرجل تمت تصفيته بشكل سريع جدا بداية يوم الثلاثاء 29 يونيو 2010 من طرف فرقة متخصصة من الاستخبارات العسكرية الجزائرية التي تلقت الأوامر في تنفيذ مهمة "الاغتيال" بتنسيق محكم مع وزير دفاع الجمهورية المزعومة (محمد لمين البوهالي) والسند القوي لمحمد عبد العزيز في تيندوف. نشرت وكالة الأنباء الجزائرية خبر الوفاة من جهتها معتبرة يوم الجمعة 02يوليوز2010 تاريخ الوفاة نتيجة سكتة قلبية والخبر كاذب في التوقيت والسبب نفس الأمر بالنسبة لما صرحت به قيادة البوليساريو، والمؤشر الثاني هو سرعة مراسيم الدفن دون إخضاع الهالك إلى تشريح طبي كالمعتاد خاصة وأن الهالك شخصية غير عادية. المؤشر الثالث هو إرسال شخصين إلى منزل الهالك للمناداة عليه كي يلتحق باجتماع للقيادة والحقيقة أن الهالك هو من كان يستدعي أعضاء القيادة للاجتماع بعشرة أيام قبل وغالبا ما يتم الترويج لانعقاده في وسط سكان المخيمات، والإقدام على هذه الحركة هو من باب التمويه والابتعاد عن الشبهة باعتبار "المغتال" يملك سمعة وشعبية قوية داخل مخيمات تيندوف.

سيناريو "اغتيال" المحفوظ علي بيبا جاء تتويجا لتحرك استخباراتي جزائري مدة شهرين قبل، حيث تم تتبع خطواته بشكل لصيق توصلت عبره هذا الجهاز إلى أن الرجل يشرف على العودة إلى المغرب في إطار اتفاق يشمل كل رفاق المحفوظ وأسرته وكان أخر اجتماع للمحفوظ بمدريد قد جمعه برفاقه 12 يوم قبل الاغتيال وكان عددهم * 13* عنصرا قاموا كلهم بتغيير أرقام هواتفهم النقالة بعد نبا وفاة المحفوظ ربطنا الاتصال بمقرب منهم (ك.ل ) أكد أن رجوعهم إلى تيندوف أصبح أمرا مستحيلا، و مخطط العودة الجماعية الى المغرب سيفعل في الوقت المناسب.

ولازالت ساكنة مخيمات تيندوف تعيش على وقع الصدمة القوية والارتباك إلى درجة أن مليشيات قوات البوليساريو تنتشر وسط *المساكن والخيام* مدججة بالأسلحة استعدادا لرد فعل انتشار خبر التصفية الجسدية التي تعرض لها المحفوظ علي بيبا.

لو تعلق أمر التصفية بشخص من قبيلة قوية بالقيادة لكان رد الفعل كبير لكن تعاطف الصحراويين بتيندوف مع "اغتيال" المحفوظ نابع من الاحترام والتقدير والسمعة التي يتمتع بها داخل صفوف الصحراويين، وليس انحداره القبلي لأن قبيلة (أزركيين) وقبائل تكنة التي ينتمي لها المحفوظ علي بيبا ورمزها بقيادة البوليساريو تم إبعادها من مراكز قيادة مباشرة بعد "اغتياله".

إن عملية "اغتيال" المحفوظ علي بيبا من طرف الاستخبارات العسكرية الجزائرية جاء نتيجة أهمية استمرار مشكل الصحراء عند جنرالات الجزائر حيث يتم استعمال هذا المشكل في تصفية الحسابات السياسية الدفينة مع المغرب واستخبارات العسكر الجزائري مستعدة لتصفية كل من يتجرأ على إزالة هذه الشوكة من قدم المغرب.

ويبقى الصحراويين مهددين في اختار مستقبلهم الأمن والمطمئن، و استقرار المغرب العربي مهدد إلى حين عودة الجزائر إلى رشدها بإنهاء مظاهر ألا إنسانية التي يعيشها الصحراويين بتيندوف بتمكينهم من العودة إلى وطنهم الواحد الذي يشهد التنمية الحقيقة التي ينخرط فيها غالبية الصحراويين بالأقاليم الجنوبية التي يتمتعون فيها بالطمأنينة والاستقرار ويعبرون عن مواقفهم بشكل حقيقي. كما أن المنتظم الدولي مطالب بالتدخل من اجل حث الجزائر على التراجع عن تبذيرها للأموال بترول الشعب الجزائري في قضية وهمية تستهدف وحدة التراب المغربي في ظل التوحد الذي تشهده معظم الدول.

الجزائر تايمز / عبد الله الأنصاري/ متابعة